التاريخ : 2020-11-12
انتخابات بلا مفاجآت
حسين دعسة
في النطق السامي لجلالة الملك عبدالله الثاني، قراءة واعية استباقية تستشرف المستقبل، وعن "أدوار تنتظرنا لنجاح ديمقراطيتنا المتجددة" لفت الملك في آذار ٢٠١٣، إلى أن التحول الديمقراطي في جوهره، عملية تراكمية مفتوحة على التطوير المستمر، الأمر الذي يتطلب وعي الجميع للأدوار التي تنتظرنا في بناء المستقبل.
.. يعلمنا الموروث الهاشمي ان الانتخابات النيابية، مؤشر على طريق الإصلاح والتغيير الذي اختطه الأردن، في أجواء تسودها الديمقراطية والشفافية.
.. لنتفق، ضمن مؤشرات اجتماعية وسياسية ان المملكة الاردنية الهاشمية، تفوقت على ذاتها، ونجحت في إجراء الانتخابات البرلمانية في ظل قيادة لها ارادتها الصلبة، ورؤيتها المعلنة نحو المشاركة والتحدي ونبذ الازمات، وتمت العملية الانتخابية بشكل جعل العالم، يحكي عن الاردن الذي يصر على الخروج من الازمات وحلقات التعب التي تحيط به.
يوم الانتخاب، كانت الحماية الذاتية والتباعد، سر الخلطة السحرية التي، كسرت منابت التشكيك التي حاولت تأجيل ووقف إجراء الاقتراع بحجة عدم انتشار وتفشي فيروس كورونا.
ووسط يوم انتخاب، أردني، نقي بإمتياز، لم يكن هناك أي ظهور أو ملاحظات مؤثرة على سير العملية الانتخابية أو بروز لخروقات وتجاوزات.. ولم يشكك لا مرشحين أو ناخبين أو مراقبين بنزاهة الانتخابات.
٤. الانتخابات تمت بسلاسة وسهولة.
.. منذ عودة الحياة البرلمانية في ١٩٨٩، والاردن الهاشمي، يرفع مستويات الأداء في ضمانات إجراء الاستحقاق الدستوري، متزامنا مع ضمانات ملكية تحث وتحض على نزاهة الانتخابات في كل مفاصله.، لهذا بدت إدارة الانتخابات من قبل الهيئة المستقلة للانتخاب، وأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية كافة، مميزة ولم تواجه أي مشكلة حقيقية تعطل الاقتراع، أو تحد من المشاركة أو أمنها، صحيا وامنيا.
.. ووقوفا مع النهج الملكي الهاشمي، فى تعزيز النجاح والرضا، ووفقا لتحدي الاردن جائحة كورونا، فقد نظرنا مؤشرات مهمة، جعلت من انتخابات 2020،نقطة تحول في مسار الديمقراطية في البلاد وهي:
اولا: أمان وسلاسة الارادة الملكية بما فيها من رؤية هاشمية باتجاه الاصرار على إجراء الانتخابات النيابية، برغم جائحة كورونا، وبحمد الله حققنا كشعب العهد والوعد الهاشمي الأمين.
ثانيا: ثقة رئيس الحكومة وأجهزة الدولة الاردنية بالهيئة المستقلة للانتخاب، ما عزز عملها ووفر لها فرص وضع الحلول لإنجاح يوم الاقتراع واعلان النتائج.
ثالثا: الإقبال الكبير على الترشح للمجلس النيابي، وفر دعما إضافيا لحراك الأردنيين و الإقبال على دعم المرشحين.
رابعا :كسرنا حاجز الخوف من جائحة َوباء كورونا، لا بل كسرنا دعوات المقاطعة التي ادعت أن مخاطر الوباء تستدعي شل البلاد والعباد.
خامسا: الثقة المشتركة بجهاز الأمن العام َوالاجهزة الأمنية كافة، وهي ثقة تعلمناها من محبة جلالة الملك للجهود المبذولة بأمانة وحرص على المشاركة في هذا العرس الوطني.
سادسا: الصورة الناصعة، المدهشة لميل الشباب إلى جدية المشاركة وإحداث الفرق في قدراتهم على التغيير وسير الانتخابات.
سابعا: عدم تأثير المال الأسود على مسار العملية الانتخابية، بدليل ان حيتانا في مجلس النواب، فشلت في الحصول على مقعد لها في المجلس.
ثامنا: بما استقرت عليه أرقام ونسب الاقتراع، فهذا امر محسوم، وهو يخضع لأسباب واعتبارات مختلفة لا يعني قطعا نشوء تيار مقاطعة فاعل، او خوف من وباء او ضغوط اجتماعية او سياسية او صحية.
ورغم التحديات التي يمر بها الإعلام الأردني من صحف ورقية واذاعة وتلفزيون ووسائل ومواقع تواصل، فإن التكاثف ابرز حاجتنا إلى التشاركية ودعم الانتخاب لمستقبل البلد وخياراته السياسية للمحافظة على الأعراف الدستورية التي يدعمها ويحرص عليها جلالة الملك.
huss2d@yahoo.com
الرأي